التاريخ : 2020-10-29
في ذكرى حبيب الزيودي
رمضان رواشدة
قبل ثماني سنوات، أي في العام 2012، غادر دنيانا الفانية الى رحاب الله الواسعة شاعر الاردن الكبير، بحق وحقيقة، حبيب الزيودي فتى العالوك الذي ظل الى اخر يوم في حياته منحازا الى الاردن وشعبه وفقرائه والطيبين من ابناء الاردن الغالي على قلوبنا.
لقد اشعل حبيب الزيودي اجواء الاردن بكلماته واشعاره المغناة وغير المغناة وطور في طبيعة الشعر المغنى في الاردن وسط الكم الهائل من الاغاني الساذجة والبعيد كل البعد عن تراثنا الاردني.
ذكرياتي مع حبيب تمتد من العام 1985 عندما جاءنا الى جامعة اليرموك التي كانت تمور بالحركة الوطنية الطلابية والقى في رحاب الجامعة اشعاره الوطنية التي الهبت حماسنا نحن الطلاب وامتدت العلاقة حتى يوم وفاته.
عندما استلمت ادارة مؤسسة الاذاعة والتلفزيون عام 2012 طلبت من حبيب ان يكون مشرفا على مشروع اعادة انتاج الاغنية التراثية والوطنية الاردنية وهو بحق خير من يستطيع ان يعمل في هذا المجال وقد تم انتاج عدد من الاغاني التراثية والوطنية الجادة غير ان الموت كان اسرع فرحل حبيب بعدها بعدة اشهر.
كان حبيب قد طلب مني ان اكتب مقدمة ديوانه «ظبي حوران» ولكنه توفي قبل ان يصدر الديوان فقمت مع مجموعة من الاخوة ومن ضمنهم الاخ محمد الطراونة مدير الاذاعة، آنذاك، بجمع اشعار المغناة واصدرنا «سيدي» خاص بها وتم تفريغ المحتوى الشعري واصدرناه في ديوان حمل اسمه المحبب إلى حبيب «ظبي حوران» وقد كتبت له تقديما يليق بمكانه شاعر كبير مثل حبيب كما قمت باطلاق اسم حبيب الزيودي على اهم ستديو في الاذاعة الاردنية.
في سنواته الاخيرة اصبح بيت حبيب بالعلوك محجا لكثير من الشخصيات السياسية والوطنية والادباء والكتاب والمثقفين من مختلف الاتجاهات ومن بين هؤلاء كان بعض رؤساء الوزارات والوزراء الذين كانوا يتمتعون بالشعر الذي يلقيه حبيب مع كثير من كرم الضيافة.
حبيب الزيودي سنديانة اردنية كبيرة رحلت وبقي اثرها خالداً ما بقي الاردن لأن كل كلماته واشعاره كانت مخصصة لحب الاردن وابنائه الطيبين المخلصين لهذا الحمى العروبي الوطني.وانني ادعو وزارة الثقافة التي يترأسها وزير مثقف ان يتم اعاده اصدار كل دواوين واشعار حبيب في كتاب واحد يكون مرجعا لكل المحبين ولكل الباحثين ولابنائنا الطلبة لكل ينهلوا من اشعاره في حب الاردن.
وختاما احب ان يستمتع القراء معي بقصيدة كتبها عام 1988 ونحن في الجامعة الاردنية واستمعنا لها في حلقة الاصدقاء المقربين من حبيب وهي قصيدة يوم الثلاثاء التي يقول بها:
عندما ودعتكم يوم الثلاثاء بكيت
وذوى اخر عنقود في دالية القلب ذوت كل الحكايا وذويت
عندما تخبو لياليك سآتيكم وامشي بسراج الروح من بيت لبيت
ما انحنى قلبي ولكن ذبول الدمع في اجفانكم ذبّل قلبي فانحنيت
لا تلوموني اذا عدت لكم يوما بلا جفن
لاني عندما ودعتكم يوم الثلاثاء بكيت
وتركت الدمع يهمي فوق جفني ومشيت.
رحم الله شاعر الاردن الكبير حبيب الزيودي ولنا في اثره الشعري الكبير في حب الاردن خير عزاء لان مثله يغيب ولكنه لا يموت.